السرطان: الأسباب، الأعراض وطرق الوقاية
ما هو السرطان؟ وكيف يحدث؟
يتكون جسم الإنسان من
تريليونات من الخلايا التي تنمو وتتكاثر وتنقسم بشكل طبيعي حسب الحاجة. تموت
الخلايا عادة عندما تصبح
غير طبيعية أو تتقدم في العمر وتحل محلها خلايا جديدة، يحدث السرطان عندما يحدث
خطأ ما في هذه العملية فيستمر الجسم في تكوين خلايا جديدة وتستمر الخلايا المتضررة
أو غير الطبيعية في الحياة في الوقت الذي كان من المفترض أن تموت فيه. عندما تنمو
الخلايا السرطانية خارج نطاق السيطرة، فإنها يمكن أن تزاحم الخلايا السليمة بل وقد
تؤدي إلى تدميرها. هذه الخلايا قد تشكل
أورامًا، وقد تكون سرطانية أو غير سرطانية (حميدة).
إذا تُركت الأورام دون علاج، فإنها يمكن أن تنمو وتنتشر بالأنسجة المجاورة،
أو أجزاء أخرى من الجسم عبر مجرى الدم والجهاز الليمفاوي، ويمكن أن تؤثر على
الجهازين الهضمي والعصبي والدورة الدموية، أو إفراز هرمونات قد تؤثر على وظائف
الجسم.
ما الفرق بين الأورام الحميدة والأورام الخبيثة؟
الأورام الحميدة: ليست سرطانية ونادرا ما تهدد
الحياة. عادةً ما تنمو الأورام الحميدة ببطء، ولا تنمو في الأنسجة المحيطة بها، أو
تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. كما أنها لا تسبب أعراضًا في كثير من الأحيان إلا
إذا نمت بشكل كبير جدا، أو أصبحت تضغط على أعضاء أخرى. إذا كانت هذه الأورام بحاجة
إلى العلاج، فعادةً ما يكون العلاج جراحيًا، كما يمكن اللجوء أيضا لاستخدام
الإشعاع والأدوية.
الأورام الخبيثة: تنمو الأورام الخبيثة بشكل أسرع من الأورام الحميدة، ولديها القدرة
على الانتشار وتدمير الأنسجة المجاورة. ويمكن أن تنفصل خلايا الأورام الخبيثة عن
الورم الرئيسي، وتنتقل عبر الدم أو الجهاز الليمفاوي، وتبدأ في النمو في أجزاء
أخرى من الجسم. عندما يحدث هذا فإنه يسمى ورم خبيث. عادة ما تختلف أعراض الأورام
الخبيثة حسب مكان تواجد الورم.
ما هي أسباب الإصابة بالسرطان؟
يمكن أن يحدث السرطان نتيجة عدد
من العوامل المختلفة عوامل لا يمكن تغييرها أو التحكم فيها مثل السن والجينات
وعوامل أخرى يمكن التحكم فيها (مثل التدخين، السمنة، شرب الكحول، النظام الغذائي
غير الصحي).
التدخين: يسبب التدخين ما لا يقل عن 15 نوع من أنواع السرطان ويحتوي دخان السجائر على ما لا
يقل عن 80 مادة مختلفة مسببة للسرطان (عوامل مسرطنة). عند استنشاق الدخان
تدخل المواد الكيميائية إلى الرئتين، وتنتقل إلى مجرى الدم ثم إلى جميع أنحاء
الجسم. العديد
من هذه المواد الكيميائية يمكن أن تلحق الضرر بالحمض النووي الخاص بك والذي بدوره
يجعل الخلايا تنمو بشكل مختلف عما يفترض أن تكون عليه، فتصبح هذه الخلايا غير
عادية وتتحول إلى سرطان في نهاية المطاف من جهة أخرى ينبغي
معرفة أنه كلما زاد الشخص من التدخين، وبدأ في سن مبكرة واستمر لفترة أطول في
التدخين كلما زاد خطر الإصابة بالسرطان.
الزيادة في الوزن أو السمنة: قد يكون الأشخاص الذين يعانون من الزيادة في الوزن أو
السمنة أكثر عرضة للإصابة بـ 13 نوع من أنواع السرطان المختلفة، من بينها سرطانات
الثدي، والقولون، والمستقيم، وبطانة الرحم، والمريء، والكلي، والبنكرياس، والمرارة.
ويزداد خطر الإصابة بالسرطان كلما زاد الوزن الزائد الذي يكتسبه الشخص وكلما طالت
فترة زيادة الوزن.
النظام الغذائي غير الصحي: يشير الخبراء إلى أن الأنظمة الغذائية وخاصة تلك التي
تحتوي على نسبة عالية من اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة والأطعمة المملحة وانخفاض
نسبة الفواكه والخضروات المستهلكة والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون
أو السكريات أو السعرات الحرارية لها تأثير على مخاطر الإصابة بالسرطان، وخاصة
القولون والمستقيم والبلعوم الأنفي والمعدة .
قلة النشاط البدني: لا يساعد النشاط البدني المنتظم
فحسب على تقليل الدهون الزائدة في الجسم ولكنه يساعد كذلك في تقليل خطر الإصابة
بسرطان القولون والثدي وبطانة الرحم. كما أنه يساهم في الحد من الزيادة في الوزن
الذي يعتبر بدوره عامل من عوامل خطر الإصابة بالسرطان.
شرب الكحول: يزيد شرب الكحول بجميع أنواعه من خطر الإصابة بعدد من
أنواع من السرطانات بما في ذلك سرطان الأمعاء (القولون والمستقيم)
والثدي والفم والبلعوم والحنجرة (الفم والحنجرة) والمريء والكبد والمعدة، ولو
بكميات قليلة.
التعرض لعوامل مسببة للمرض (البكتيريا،
الفيروسات): يمكن
للفيروس أن يسبب تغيرات في الخلايا تجعلها أكثر عرضة لأن تصبح سرطانية، فحوالي 70%
من سرطانات عنق الرحم ناتجة عن عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) في حين أن سرطان الكبد وسرطان
الغدد الليمفاوية اللاهودجكيني (Non-Hodgkin) يمكن أن يكونا بسبب فيروس التهاب الكبد "ب" و"س".
والأورام اللمفاوية مرتبطة بفيروس فيروس إبشتاين-بار(Epstein-Barr). كذلك أظهرت الدراسات الحديثة أن المصابين بجرثومة المعدة (helicobacter
pylori) يصابون بالتهاب في بطانة المعدة، مما يزيد
من خطر الإصابة بسرطان المعدة.
التعرض للإشعاع المؤين: يزيد التعرض لبعض أنواع الإشعاع مثل الإشعاع المؤين من
خطر الإصابة بالسرطان لأن لديه طاقة كافية لإتلاف الحمض النووي والتسبب في
السرطان. وتشمل الإشعاعات المؤينة غاز الرادون والأشعة السينية وأشعة جاما وأشكال
أخرى من الإشعاع عالي الطاقة.
التعرض للأشعة فوق البنفسجية:
يمكن أن يؤدي التعرض المطول وغير المحمي للأشعة فوق
البنفسجية المنبعثة من الشمس إلى سرطان الجلد وأورام الجلد الخبيثة. تتسبب هذه الأشعة في الشيخوخة المبكرة للجلد وفي إلحاق
الضرر بالحمض النووي في خلايا الجلد الشيء الذي يمكن أن يتسبب في نمو خلايا خارج
نطاق السيطرة وبالتالي الإصابة بسرطان الجلد.
التعرض لمواد مسرطنة في أماكن العمل: يتعرض بعض الأشخاص لخطر التعرض لمادة مسببة للسرطان بسبب
العمل الذي يقومون به. على سبيل المثال، وجد أن العاملين في صناعة الصباغات
الكيميائية لديهم نسبة أعلى من المعدل الطبيعي للإصابة بسرطان المثانة. ويعد
الأسبستوس سببًا معروفًا للإصابة بالسرطان في مكان العمل.
العلاج الهرموني: يمكن أن يؤدي تناول أدوية العلاج الهرموني لانقطاع الطمث
التي تجمع بين الأستروجين والبروجستيرون إلى زيادة خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي.
كما يزيد العلاج الهرموني الذي يعتمد فقط على هرمون الاستروجين وحده من خطر
الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
التقدم في السن: يمكن أن يصيب السرطان أي شخص وفي أي سن ولكن خطر
الإصابة به يرتفع أكثر مع التقدم في السن، وهذا راجع لتراكم الأضرار في خلايا
الجسم بمرور الوقت (إما بسبب التعرض المطول لمواد مسرطنة أو حدوث تغييرات أو طفرات
في الخلية) إضافة إلى انخفاض فعالية آليات إصلاح المادة الوراثية عند كبار السن مما
يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان.
العامل الوراثي: بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من
غيرهم لأنهم يولدون وهم يحملون طفرات في واحد أو أكثر من جيناتهم، وهي طفرات
موروثة من والديهم وموجودة في جميع خلاياهم. فعلى سبيل المثال، النساء اللاتي
يحملن جينات سرطان الثدي BRCA 1 وBRCA
2 لديهن
استعداد وعرضة أكبر لهذا النوع من السرطان.
ضعف المناعة: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم أكثر
عرضة لخطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. ويشمل ذلك الأشخاص الذين خضعوا لعمليات زرع
أعضاء ويتعاطون أدوية لتثبيط أجهزتهم المناعية لوقف رفض الأعضاء، بالإضافة إلى
الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (أو السيدا)، أو الأمراض الأخرى التي
تقلل من مناعتهم ضد المرض.
ما هي علامات وأعراض السرطان؟
هناك أكثر من 200 نوع مختلف من السرطان الذي
يمكن أن يسبب العديد من العلامات والأعراض المختلفة، والتي تختلف
حسب موقع السرطان، حجمه، ومدى تأثيره على الأعضاء أو الأنسجة المجاورة ومع ذلك، هناك بعض العلامات والأعراض الرئيسية
التي يجب الانتباه إليها، والتي تشمل:
1.
تغير في الصوت (مثل البحة) أو سعال مستمر؛
2.
تقرح في الفم أو اللسان لمدة تفوق 3 أسابيع؛
3.
سعال مصحوب بالدم؛
4.
تغيرات غير عادية في حجم أو شكل أو ملمس الثدي، بما في
ذلك انكماش أو سيلان حلمة الثدي بالدم؛
5. تغير في النشاط الاعتيادي للأمعاء سواء الإسهال أو الإمساك،
أو تغيير في منظر وتماسك ووتيرة إخراج البراز؛
6.
نزيف مهبلي غير مفهوم بعد الجماع أو بين الدورات الشهرية
أو بعد انقطاع الطمث؛
7.
وجود دم في البراز؛
8.
وجود دم في البول؛
9.
مشاكل في التبول بما فيها: الحاجة للتبول على وجه
السرعة، وكثرة التبول؛
10. ضيق في التنفس؛
11. صعوبة في البلع؛
12. حرقة في المعدة أو عسر في
الهضم مستمر؛
13. فقدان الشهية؛
14. انتفاخ البطن لفترة طويلة؛
15. تعرق ليلي شديد؛
16. عياء وتعب شديد؛
17. فقدان الوزن بشكل غير
مفهوم؛
18. إحساس بالألم والوجع، دائم
أو متكرر، من دون أي سبب معروف؛
19. ظهور تورم أو كتلة غير
عادية في أي جزء من الجسم (الرقبة، الإبط، الصدر...)؛
20. ظهور أو تطور شامة وكذا
البقع الجلدية التي يتغير مظهرها، لونها وحجمها؛
في الأخير من المهم معرفة أن هذه الأعراض
والعلامات قد تكون ناتجة عن أمراض أخرى غير السرطان لذلك يجب استشارة الطبيب دائما من
أجل فحصك وطلب الاختبارات اللازمة لك من أجل تشخيص دقيق لحالتك الصحية، ومن المهم
كذلك أن تكون على دراية بما هو طبيعي بالنسبة لك وتستشر الطبيب إذا لاحظت أي
تغييرات غير عادية أو أعراض لا تختفي أو غير مفهومة، لأن هذا يساعد على تشخيص
السرطان في مرحلة مبكرة، حينها تكون نسبة الاستجابة للعلاج أكبر.
كيف يمكنك التقليل من خطر الإصابة بالسرطان؟
يمكنك تقليل خطر الإصابة بالعديد من أنواع
السرطان الشائعة عن طريق اتخاذ مجموعة من الخيارات الصحية والتي تشمل:
تجنب التدخين: أفضل شيء يمكنك القيام به لتقليل خطر الإصابة بالسرطان
هو عدم التدخين، فالمواد الكيميائية الضارة الموجودة في دخان السجائر تؤثر على
الجسم بأكمله، وليس على الرئتين فقط. وبالتالي إذا كنت تدخن، فإن أفضل شيء يمكنك
القيام به من أجل صحتك هو الإقلاع عن التدخين.
المحافظة على وزن صحي: ترتبط زيادة الوزن أو السمنة بزيادة خطر الإصابة بـ 13
نوعًا من السرطان، لذلك يجب الحفاظ على وزن صحي لما له من فوائد صحية بما فيها تقليل
خطر الإصابة بالسرطان ويمكن الوصول إلى الوزن المثالي
بالرياضة المنتظمة والتغذية السليمة.
اتباع نظام غذائي صحي: تناول أطعمة ومشروبات صحية يمكن أن يقلل من خطر الإصابة
بالسرطان، لذلك ينبغي تناول الكثير من الفواكه والخضروات والأطعمة المصنوعة من
الحبوب الكاملة الغنية بالألياف والبروتينات الصحية، مع التقليل من تناول اللحوم
المصنعة والحمراء والكحول والأطعمة والمشروبات ذات السعرات الحرارية العالية.
ممارسة نشاط بدني بصفة منتظمة: من أجل الوقاية من بعض الأمراض المزمنة، من بينها
السرطانات، ينصح بممارسة ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على
الأقل في اليوم لأنها تساعد
على التقليل من فرص حدوث السرطان، حيث بينت
الدراسات أن الأشخاص الذين يمارسون النشاط البدني لديهم خطر أقل للإصابة ببعض
أنواع السرطان مقارنة بأولئك الذين لا يمارسون النشاط البدني.
تجنب شرب الكحول: مهما كان نوع الكحول وحتى ولو كانت الكمية
المستهلكة صغيرة فيمكنها أن تلحق الضرر بخلايا ، لذلك ينبغي تجنبه للتقليل من خطر
الإصابة بالسرطان ولفوائد صحية أخرى كتحسين جودة النوم وتقليل خطر التسبب أو
التعرض لحوادث السير، ارتفاع ضغط الدم وكذا أمراض الكبد.
الكشف المبكر: يعني ذلك الخضوع للفحص بحثًا عن السرطان قبل ظهور
الأعراض. قد يؤدي إجراء اختبارات الفحص بانتظام إلى اكتشاف سرطان الثدي وعنق الرحم
وسرطان القولون والمستقيم (القولون) في وقت مبكر، حينها تكون نسبة الاستجابة للعلاج
أكبر.
التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري: تحدث بعض أنواع السرطان مثل سرطان عنق الرحم بسبب فيروس
الورم الحليمي البشري (HPV) وهو عدوى شائعة جدًا تنتقل عن طريق الاتصال
الجنسي. لذلك يوصى جميع الفتيات البالغات من العمر 11 سنة
بالتلقيح ضد هذا الفيروس لأنه يشكل حماية لهن من أنواع فيروس الورم الحليمي
البشري التي تسبب هذه السرطانات.
التلقيح ضد التهاب الكبد الفيروسي "ب ": التهاب الكبد "ب «هو عدوى فيروسية تصيب الكبد ويمكن
أن تسبب أمراضا حادة ومزمنة مثل تشمع الكبد وسرطان الكبد. لذلك يوصى بالتلقيح ضد
هذا الفيروس بالنسبة لجميع الفئات العمرية كما يوصى جميع البالغين بإجراء اختبار
الكشف عن هذا المرض مرة واحدة في حياتهم، وأكثر من مرة بالنسبة للأشخاص الأكثر
عرضة لخطر الإصابة بهذا الفيروس.
حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية: تؤدي الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس إلى إلحاق
الضرر بخلايا الجلد مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد. لذلك يجب الانتباه
وتجنب التعرض لأشعة الشمس القوية خاصة خلال أوقات الذروة وحماية البشرة عن طريق
مجموعة الإجراءات من بينها البقاء في الظل، وضع كريم واقي، ارتداء قبعة ونظارات
شمسية.