موضوع

الأمراض غير المنقولة

الأمراض غير المنقولة

كل ما تحتاج معرفته حول السكتة الدماغية: الأسباب، الأعراض، عوامل الخطورة والوقاية

ماهي السكتة الدماغية؟

السكتة الدماغية تشير إلى التوقف المفاجئ لتدفق الدم إلى جزء من الدماغ بسبب انسداد أحد الشرايين نتيجة لجلطة، أو تمزق أحد الأوعية الدموية في الدماغ مما يؤدي إلى منع حصول خلايا الدماغ على الأكسجين والعناصر الغذائية التي تحتاجها من الدم، فتبدأ في الموت في غضون بضع دقائق، الشيء الذي يمكن أن يتسبب في تلف دائم في الدماغ، أو إعاقة طويلة الأمد، أو حتى الوفاة لا قدّر الله. 

كيف تحدث الإصابة بالسكتة الدماغية؟

يحتاج الدماغ إلى تدفق متواصل للدم دون توقف، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة كي يتلقى الأكسجين والتغذية. فإذا انقطع وصول الدم فإن هذا الأمر سيؤثر على وظيفة الخلايا العصبية في المنطقة الدماغية المصابة، مما قد يؤدي إلى موت تلك الخلايا وهذا ما يسبب السكتة الدماغية. هذه الأخيرة تحدث بشكل رئيسي:

·         إما عن طريق جلطة دموية (أو تخثرات دموية) تقطع فجأة تدفق الدم إلى الدماغ وهو ما يؤدي إلى السكتة الدماغية الإقفارية، وهذا يرجع لأسباب عديدة منها: ارتفاع ضغط الدم المزمن، ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، التدخين، مرض السكري، زيادة الوزن، الخمول البدني، العمر والعوامل الوراثية؛

·         إما عن طريق تمزق الشرايين الصغيرة داخل الدماغ مما يتسبب في دخول الدم بشكل مفاجئ إلى الدماغ، وهذه هي السكتة الدماغية النزفية. ومن أسباب ضعف الشرايين: ارتفاع ضغط الدم المزمن، التدخين، تشوهات الشرايين أو القابلية والاستعداد الوراثي؛

ما هي أنواع السكتة الدماغية؟

هناك نوعان رئيسيان من السكتة الدماغية:

·         سكتة دماغية إقفارية (تخثرية): وهو النوع الأكثر شيوعا حيث أن 80 في المائة من حالات السكتة الدماغية إقفارية، والتي تحدث نتيجة لترسبات ذهنية أو جلطة دموية (خثرة دموية) تسد أحد الأوعية الدموية التي تحمل الدم إلى الدماغ؛

·         سكتة دماغية نزفية: تحدث بسبب تمزق أو انفجار أحد الأوعية الدموية في الدماغ الشيء الذي ينتج عنه تورم وضغط كبير على خلايا وأنسجة الدماغ مما يؤدي إتلافها؛

هناك حالة أخرى تشبه السكتة الدماغية وهي النوبة الإقفارية العابرة والتي تحدث نتيجة لتوقف مؤقت لتدفق الدم إلى المخ والذي يتبدد بعد فترة قصيرة. وعادة ما يكون أي ضرر قد يلحق بخلايا الدماغ عابرا ومؤقتا وليس دائما، ولكن إذا كنت قد أصبت بنوبة إقفارية عابرة، فأنت معرض للإصابة بسكتة دماغية أكثر خطورة في وقت ما في المستقبل. ونظرًا لأن النوبات الإقفارية العابرة لا تستمر إلا لبضع دقائق، فإن العديد من الأشخاص يتجاهلونها عن طريق الخطأ، لذلك بمجرد الإحساس بأعراض السكتة الدماغية يجب استشارة الطبيب على الفور لتفادي أي مضاعفات محتملة.

ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية؟

يمكن أن تصيب السكتة الدماغية أي شخص وفي أي سن، ولكن خطر أو احتمال الإصابة بها يزداد بوجود عدد من عوامل الخطر، وهي:

·         التقدم في السن؛

·         الجنس (الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء)؛

·         التاريخ العائلي (إصابة أحد الوالدين، الأجداد، الأشقاء...)؛

·         الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية سابقا؛

·         ارتفاع ضغط الدم؛

·         ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم؛

·         عدم أو قلة ممارسة الأنشطة البدنية؛

·         اتباع نظام غذائي غير صحي؛

·         تعاطي الكحول أو المخدرات؛

·         التدخين؛

·         السمنة؛

·         السكري؛

·         الإصابة بالرجفان الأذيني (نبض سريع وغير منتظم للقلب يؤدي إلى تجلط الدم)؛

·         الإصابة بنوبة إقفارية عابرة؛

·         عوامل أخرى (الإجهاد، الاكتئاب...)؛

ما هي أعراض الإصابة بالسكتة الدماغية؟

غالبا ما تظهر أعراض السكتة الدماغية فجأة، ويمكن أن تظهر وتختفي لبضعة أيام أو تكون دائمة. وتشمل العلامات التحذيرية للسكتة الدماغية ما يلي:

·         إحساس بتخدير وتنميل مفاجئ أو ضعف في الوجه أو الذراع أو الساق (خاصة في جانب واحد من الجسم)؛

·         صعوبة في الكلام أو في فهم ما يقوله الآخرون؛

·         عدم وضوح أو فقدان الرؤية في إحدى العينين؛

·         صعوبة مفاجئة في المشي أو الدوخة أو فقدان التوازن؛

·         صداع شديد مفاجئ بدون سبب معروف؛ 

ما الذي يجب فعله إذا ظهرت على أحد الأشخاص أعراض السكتة الدماغية؟

إذا ظهرت عليك أو على شخص قريب منك الأعراض المذكورة أعلاه، يجب عليك، الذهاب أو نقل الشخص المصاب فورا وبأسرع ما يمكن (خلال الساعات الأربع الأولى من ظهور الأعراض الأولى)، إلى أقرب مستعجلات في المستشفى، ويستحسن أن يتم ذلك عن طريق النقل الطبي. وحتى في حالة مرور الأربع ساعات (حتى 24 ساعة) أو اختفاء الأعراض، من الضروري التوجه لأقرب مستعجلات بالمستشفى.

يجب معرفة أن وقت العلاج أمر بالغ الأهمية للتشخيص الحيوي والوظيفي للمرضى، فكلما تم التعرف على السكتة الدماغية وتشخيصها وعلاجها مبكرًا خلال الساعات الأربع الأولى بعد ظهور الأعراض، زادت فرص الشفاء. وعلى العكس من ذلك، كلما زاد الوقت المستغرق لعلاج السكتة الدماغية، زادت العواقب على المستويين الحيوي والوظيفي. في حالة السكتة الدماغية، كل ثانية لها أهميتها، وكلما كان العلاج أسرع، زادت فرص الشفاء.

تَذَكَّر جيدا، هذه الأشياء لا ينبغي فعلها:

·         وضع المريض على السرير للراحة؛

·         الانتظار حتى اختفاء الأعراض؛

·         الانتظار لمعرفة ما إذا كان يعاني من الألم؛

هل يمكن الوقاية من السكتة الدماغية؟

90% من حالات السكة الدماغية يمكن الوقاية منها وتجنبها عن طريق السيطرة على عوامل الخطر، من خلال:

·         اتباع نظام غذائي صحي متوازن ومتنوع: إن اعتماد نظام غذائي يتضمن مجموعة متنوعة من الخضر والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات والدهون الصحية يُمَكّنك من الحفاظ على الوزن الصحي والحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمك. كما أن الحد من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والكولسترول والتقليل من تناول الملح يمكن أن يساعد في الوقاية من ارتفاع نسبة الكولسترول ومن ارتفاع ضغط الدم اللذين يزيدان من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية؛

·         المحافظة على الوزن الصحي: يزيد الزيادة في الوزن أو السمنة من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ولتحديد ما إذا كنت تعاني من أحدهما يقوم الطبيب بحساب مؤشر كتلة الجسم وقد يستخدم أحيانا قياس الخصر والورك لقياس الدهون الزائدة في الجسم؛

·         ممارسة نشاط بدني بانتظام: يساعد النشاط البدني في الحفاظ على الوزن الصحي وخفض مستويات الكولسترول في الدم. لذلك ينصح البالغين بممارسة 30 دقيقة على الأقل من النشاط البدني متوسط الشدة كل يوم، وبالنسبة للأطفال والمراهقين ينصح بممارسة ساعة واحدة من النشاط البدني كل يوم. إذا تعذر ذلك، يمكن ممارسة رياضة المشي السريع أو اختيار الصعود عبر الدرج عوض استعمال المصاعد للمحافظة على النشاط البدني المنتظم؛

·         تجنب التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بشكل كبير. لذلك إذا كنت لا تدخن، فلا تبدأ في التدخين، وإذا كنت تدخن، بغض النظر عن المدة التي تدخن فيها، فإن الإقلاع عنه سيقلل من خطر إصابتك بالسكتة الدماغية. لهذا الغرض يمكن استشارة الطبيب لمساعدتك على الإقلاع عن التدخين؛

·         تجنب شرب الكحول: يزيد تعاطي الكحول والمخدرات من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. لذلك إذا كنت مدمنا على تعاطي هذه المواد يمكنك استشارة الطبيب لكي يساعدك في العلاج الذي تحتاجه؛

·         الاعتناء بصحة القلب: إذا كنت تعاني من مشكل في القلب بما في ذلك الرجفان الأذيني يجب متابعة حالتك الصحية باستمرار مع طبيبك المعالج. وسواء كانت خطة العلاج تتضمن الجراحة أو الأدوية أو تغييرات في نمط الحياة فينبغي الالتزام بها؛

·         التحكم في مستوى ضغط الدم ونسبة الكولسترول والسكر في الدم: تزيد الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب أو ارتفاع الضغط الدموي أو السكري من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. لذلك يجب الحفاظ على ضغط الدم والسكر في الدم والكوليسترول في مستويات صحية. وإذا كنت تتناول أدوية خاصة بهذه الحالات يجب تناولها في مواعيدها بانتظام حسب تعليمات الطبيب المعالج مع المراقبة المستمرة لمستويات الضغط والسكر في الدم؛ 

فضاء خاص

X

النشرة الإخبارية

X

تطبيقات الهاتف المحمول

X